إن الدين ليس هو مجرد معلومات، ولا مجرد امتلاء من المعرفة الدينية. فالمعرفة وحدها لا تكفي. فماذا يستفيد الإنسان لو كان يعرف كل المعلومات عن الفضيلة، دون أن يسلك فيها؟! إننا نقرأ كثيراً، ونستمع إلى الكثير، ونهتم بأن نحشوا أذهاننا بالمعلومات. فهل تغيرت أحوالنا بمجرد المعلومات؟ أم ينبغي أن تتحول المعلومات إلى عمل؟! إن كثيرين من أصحاب المعرفة لهم ضعفات ثابتة، تكاد تصل إلى مستوى الطباع، وتستمر معهم على مدى سنوات طويلة. وكذلك لأنهم لم يُدرِّبوا أنفسهم على ترك تلك الضعفات.
?? ومن هنا كانت أهمية التداريب الروحية: فبها يدخل الإنسان فى مواجهة عملية مع نفسه. إمَّا ترك خطاياه، أو اكتساب فضائل تنقصه، أو النمو روحياً. وهكذا يحول بها المعرفة الروحية إلى حياة. وكذلك يحول الاشتياقات الروحية إلى حياة عملية. وفى التدريب العملى يعرف حقيقة نفسه، ومن أين يأتيه الخطأ، ما هى أسبابه ومصادره ويدخل بالتدريب فى طريق المقاومة. ويعرف العقبات التى تصادفه، وأسلوب الانتصار عليها.
?? والتدرايب الروحية تدل على أن صاحبها سهران على خلاص نفسه: يكتشف أخطائه ونقائصه، ويتدرب على تفاديها.